في عالم هوليوود اللامع حيث تُصنع الأحلام بين عشية و ضحاها تبرز قصة كريس برات كواحدة من أروع حكايات التحول الجسدي و الفني فقبل أن يُصبح الوجه البطل في أفلام مثل حارس المجرة و جوراسيك وورلد كان كريس شابا يعاني من السمنة المفرطة يعمل كنادل في مطعم ريفي و يحلم بفرصة واحدة لإثبات موهبته لم تكن رحلته مجرد تغيير في الشكل بل كانت معركة ضد الشك الذاتي و إثباتا أن الإرادة قادرة على نحت المصير من قلب التحديات .

بداية الرحلة
ولد كريس في مينيسوتا عام 1979 و بدأ مسيرته الفنية بأدوار ثانوية في مسلسلات كوميدية مثل باركس آند ريكريايشن حيث لعب شحصية آندي دوير المحببة لكنها غير المهتة بجسده في ذلك الوقت كان وزنه يتجاوز 130 كيلو جرام وهو ما لم يكن مقبولا في صناعة تُقدر الجمال المثالي لكن الفرصة الحقيقية جاءت عام 2014 عندما إختاره المخرج جيمس غان لدور ستار لورد في فيلم حارس المجرة كان الشرط الوحيد ان يخسر برات 30 كليو جرام في ست أشهر.
لم يكن التحدي سهلا بدأ برنامجا تدريبيا قاسيا مع مدرب شخصي و إتباع نظام غذائي صارم تتخلله ساعات من التمارين اليومية و تمارين رفع الأثقال يقول كريس كنت أتمرن حتى أصرخ من الألم لكنني تذكرت دائما أن هذه الفرصة قد لا تتكرر و النتيجة تحول مذهل جعله رمزا للياقة ليس جسديا فحسب بل كممثل قادر على حمل أفلام بملايين الدولارات.
البرنامج الغذائي و الرياضي الذي إتبعه كريس برات لتحقيق تحوله المذهل
خضع كريس برات لبرنامج متكامل تحت إشراف فريق من خبراء لتحقيق تحوله المذهل حيث جمع بين نظام غذائي صارم و تمارين مكثفة و هو ما مكنه من خسارة 30 كيلو جرام خلال 6 أشهر فقط إعتمد في نظامه الغذائي على تناول 6 وجبات يوميا غنية بالبروتين مثل صدر الدجاج المشوي ,و بياض البيض و السمك مع تقليل الكربوهيدرات إلى مصادر معقدة كالأرز البني و البطاطا الحلوة و تجنب السكريات و الدهون تماما كما أدخل الصيام المتقطع لتعزيز حرق الدهون مع شرب كميات كبيرة من الماء لتجنب الجفاف .
أما على الصعيد الرياضي فقد تعاون مع المدرب دافيد كينجلسي لتنفيد برنامج يومي قاس إشتمل على:
- تمارين رفع الأثقال 5 أيام أسبوعيالبناء العضلات
- تمارين الكارديو المكثفة 3 مرات أسبوعيا لحرق الدهون
- تدريبات وظيفية محاكية لحركات الأفلام لزيادة المرونة مثل القفز و تسلق الحبال مع التركيز على النوم 8 ساعات يوميا لتعافي العضلات .
و بحسب تصريحات كريس ل مجلة مينز هيلث كانت التحديات أكبر من مجرد التمارين فقد اضطر للتخلي عن أطعمة يحبها كالبيتزا و تحمل آلام العضلات لكن الإرادة و تحفيز فريق عمله جعلا النتيجة تستحق العناء .
النتيجة
بعد ذلك أصبح كريس برات واحدا من أكثر النجوم طلبا في هوليوود حيث شارك في سلاسل ناجحة مثل جوراسيك وورلد و المنتقمون مما جعله رمزا للبطولة و العزيمة لكن الأهم من نجاحه السينمائي هو الرسالة التي يحملها لا يوجد حلم كبير جدا ولا تحدي صعب جدا طالما لديك الإصرار لتحول الضعف إلى قوة .

قصة كريس برات ليست مجرد مسيرة نجم حول جسده بل هي إثبات أن الإؤادة تصنع المعجزات لقد بأ من نقطة يراها الكثيرون نهاية الطريق من وزن زائد و وظيفة متواضعة و شكوك في قدراته لكنه إحتار أن يرى فيها بداية التحدي لم تكن رحلته سهلة فالألم الجسدي و الحرمان من الأطعمة المفضلة و ساعات التمرين القاسية كانت ثمنا لتحقيق حلمه لكن الأهم هو أنه لم ييأس حين رفضته هوليوود لأجل شكله بل حول ذلك الرفض إلى وقود لإثبات ذاته .
و اليوم يذكرنا كريس بأن النجاح الحقيقي لا يقاس بوزن الجسم أو شكل العضلات بل بالعزيمة التي تحطم القيود رسالته الأعمق لا تنتظر الفرصة المثالية بل اصنعها من ما لديك فمهما بدت أحلامك بعيدة أو تحدياتك مستحيلة تذكر دائما أن التغيير يبدأ بخطوة واحدة قد تكون هي الأهم .